نصب الشرك لاقتناص ما تشتد إليه الحاجة من علم الفلك

حثنا القرآن الكريم في كثير من آياته الكريمة على التفكر في ملكوت السماء وعجائبها، فاستجابت الأمة لهذه الدعوة منذ صَدْر الإسلام، فقامت بمتابعة النجوم والشمس والقمر ورصدها؛ لأجل تحديد مواقيت الصلاة واتجاهات القبلة بناءً على ذلك، وتابعت منازل القمر لمعرفة عدد الأيام والشهور؛ ولما نضج علم الفلك صنف علماؤنا السابقون خلال القرون الماضية كثيراً من الكتب فيه، منها ما حُقِّق ونشر ومنها ما لا يزال مخطوطاً حتى اليوم.
ويعدّ هذا الكتاب الذي بين يدي القارئ الكريم واحداً من المصنَّفات القيمة في هذا الباب، تزيد من قيمته إضافة مجموعة من الرسائل الفلكية المختصرة التي تعود إلى القرن العاشر الهجري مما اعتمد عليه مؤلِّفه، قام المحقق بشرحها جميعها، مع إثراء التحقيق بجداول وصور وإيضاحات مهمة؛ ليكون مجموع هذا العمل هديةً ثمينة للمكتبة العربية، وللمهتمين بالتراث الفلكي، وفي سبيل نشر هذا العلم الجليل، وخدمة في بعث التراث الإسلامي الأصيل.