ثلاث رسائل في الإجازة في الحديث

لقد تجلّى حرصُ أهل الحديث الشَّديدُ ـ بعد زمن تدوين أمهات الكتب الحديثية ـ على الإجازة والمناولة التي قد تقعُ بين التلميذ وشيخه في مجالس التَّحديث، وتدوين مسائلها، والاتِّصال بسلاسل العلماء.
وهذه ثلاثُ رسائل لأئمةٍ أجِلّاء، تؤرِّخُ الخلافَ في هذه المسـألة المهمّة في علوم المصطلح: وتُعَدُّ من أهمّ النُّصوص وأقدمها:
الأولى: اختلافُ الأئمّة في القراءة والسّماع والمناولة والإجـازة، للحافظ أبي عبد الله ابن منـدَهْ (ت395هـ)، وقد تتابع أهل العلم في النقل منها، والإشارة إليها، لتقدُّم زمن تأليفها.
الثانية: مسألة في الإجازة، للحافظ أبي بكر الحازمي الهمذاني (ت584هـ)، تحدّث فيها عن عدة مسائل تتعلَّق بالإجازة، منها ما اشتهر في ذلك الوقت بين بعض المتأخِّرين من التوسُّع في الإجازة، وإجازة المعين والصَّغير الذي لم يتحمَّل الرِّواية.
الثالثة: مسألة في من رأى الإجازة وصحَّتها، للحافظ أبي عبد الله الدُّبَيثي (ت637هـ)، وقد حوتْ ـ على صغرها ـ دُرراً وتقييداتٍ مهمّة، جَـمّةَ الفوائد.