الغيث المدرار والسر العمار فيما يتعلق بالنبي المختار المكتوب على صناديق النار

الكتاب الذي بين أيدينا يقدم لنا صورة العالم العامل، والداعية الصادق المخلص، والناصح الأمين الجريء، الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويعظ الملوك، وينبههم مما يصدر عن أعداء الله ورسوله، في طعنهم في الدين، والإساءة إلى سيد المرسلين.

مما يؤكد حاجة المسلمين لأمثاله في تطبيق دين الله وشرعه وخاصة وأننا في عصر أخبر عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: “يوشك أن تداعي عليكم الأمم من كل أفق، كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، قيل: يا رسول الله، فمن قلة نحن يومئذ؟ قال: لا، بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن، فقال قائل: يا رسول الله، وما الوهن؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت”.

هذا ولقد تميز هذا الكتاب بكثير من المزايا والمحاسن على تأخر زمن مؤلفه، فقد عرف مؤلفه بطول النفس في الأبحاث، والاستقصاء في جمع الأخبار والمرويات، مع تقرير المسائل الفقهية في المذهب المالكي.

ومن مزاياه أنه يعتني في جل المسائل المختلف فيها بذكر آراء الفقهاء مما يدل على سعة إطلاعه، وطول باعه في المناقشة والترجيح.

ومن محاسن هذا الكتاب أيضاً: نقول كثيرة من كتب مغربية نادرة مخطوطة لم تكن ميسورة الحصول أو الوصول إليها.