كشف التمويهات في شرح الإشارات والنتبيهات

ياقوتةٌ فريدةٌ في عصرها، قد أُزيل عنها لثام الهجران، فأضاءتْ بأنوار جمالها العقول الحسان، إنها كتابٌ فريدٌ في بابه، ناقش فيه سيف الدين الآمدي آراء فخر الدين الرازي التي أنكر فيها على الفلاسفة في شرحه لكتاب «الإشارات والتنبيهات»، واعترض عليه في مسائل رأى أنه جانب فيها الصواب، وتعقبه بمجادلات فلسفية تعد تطبيقاً آلياً دقيقاً لعلم الجدل الفلسفي.
لم يكن نقاش الآمدي في هذا الكتاب نقاشاً فلسفياً شمولياً، بل كان ضمن دائرة البحث في دائرة الجدل الفلسفي، وهي أضيق من البحث الفلسفي الشمولي للقضايا الفلسفية العامة، مما يُظهر تميّز الكتاب والكاتب في هذا الحقل الدقيق من حقول المعرفة.
وقد سبقت نصَّ الكتاب المحقَّق دراسة تحليلية تعدُّ مدخلاً ومفتاحاً رئيساً لاستيعاب الموضوعات الجدلية الفلسفية له، وذلك عبر تناوُل قواعد منهج الجدل الفلسفي الذي مارسه السيف الآمدي، بالإضافة إلى دراسة ما يقرب من مئة مسألة.